صحة المرأة والتخطيط الأسري
يعد مرض التصلب المتعدد أكثر شيوعاً بين النساء منه عند الرجال، وذلك بنسبة انتشار تبلغ 3:1، وغالباً ما يتم تشخيصه عند النساء في العشرينات والثلاثينيات من العمر. وتلعب الهرمونات دوراً في التأثير على الجهاز المناعي والجهاز العصبي وفقاً للأدلة الطبية– إلا أن ارتفاع نسبة الإصابة يرجع إلى عدة عوامل.
هناك بعض التحديات المرتبطة بالحمل أثناء إصابتك بمرض التصلب المتعدد ويتطلب بعضها التخطيط الجيد، ومن المهم استشارة طبيب الأعصاب الخاص بك عند التفكير بالحمل، إذ إن هناك عوامل كثيرة يجب أخذها بالاعتبار.
تعد خطة العلاج الخاصة بك وكيفية التحكم في مرض التصلب المتعدد من العوامل التي قد تحتاج إلى دراستها قبل الحمل، ويمكن أن يساعدك طبيبك في تزويدك بجدول زمني وخطة علاج مناسبة لك ولوضعك الدقيق.
لا يقلل مرض التصلب المتعدد من الخصوبة، ولكن الكثيرين يرون أن الأعراض الجسدية والنفسية لمرض التصلب المتعدد يمكن أن تؤثر على المزاج الجنسي والاهتمام والنشاط الجنسي، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على الخصوبة.
ومن غير المرجح تعرض النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد لحالات حمل عالية الخطورة بشكل أعلى من النساء الأخريات، ما لم تكن هناك أسباب أخرى. ولهذا، لا ينبغي أن تحد الإصابة بمرض التصلب المتعدد من خيارات الحمل والولادة.
استشارات ما قبل الحمل:
01
يجب أن تتلقى جميع النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد المشورة قبل الحمل في سن الإنجاب، بعد وقت قصير من تشخيص مرض التصلب المتعدد.
02
يجب نصح النساء اللواتي يفكرن في الحمل بمناقشة هذه الخطة مع فريق مرض التصلب المتعدد قبل المحاولة.
03
يجب التخطيط للحمل.
04
لا ينبغي للمرأة أن تؤجل تناول العلاجات المعدّلة للمرض في حال النية بالحمل مستقبلاً، حيث لا توجد أية أبحاث تشير إلى تأثير تلك الأدوية على الحمل.
05
لا توجد حاليا أي بيانات تشير إلى أي تأثير للـأدوية المعدّلة للمرض على خصوبة الذكور.
06
أثناء الحمل، ستحتاجين إلى مراقبة دقيقة لتتبع المرض وصحة الجنين.
يجب أن تدرك النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد الأمور التالية:
لا يوجد دليل على أن مرض التصلب المتعدد يسبب العقم؛ يجب استخدام وسائل منع الحمل إذا كان الحمل غير مرغوب فيه.
01
الحمل في حد ذاته لا يزيد من خطر تفاقم الإعاقة، بغض النظر عن الانتكاسات في مرض التصلب المتعدد.
02
أظهرت الدراسات أن الحمل والولادة ومعدل العيوب الخلقية. لا تختلف كثيراً لدى النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد مقارنة بغير المصابات بمرض التصلب المتعدد.
03
استخدام موانع الحمل مع التصلب المتعدد
لم يتم الإبلاغ عن أي تفاعلات دوائية-دوائية معروفة بين العلاجات المعدّلة للمرض وموانع الحمل المتوفرة حالياً. يمكن للنساء المصابات بمرض التصلب المتعدد تناول حبوب منع الحمل أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى.
أثبتت دراسات الإنجاب الخاصة بدراسات التصلب المتعدد، والتي تقيم تأثير العلاج الإنجابي المساعد على نشاط مرض التصلب المتعدد باستمرار، زيادة خطر الانتكاس – والذي قد يكون نتيجة لتغير مستويات الهرمونات أو وقف علاج التصلب المتعدد والإجهاد.
على وجه الخصوص، وجدت الدراسات أن استخدام نبضات من ناهضات الهرمون المطلق لمواجهة الغدد التناسلية (GnRH)، مثل أسيتات ليوبروليد يزيد من انتكاس التصلب المتعدد في فترة 3 أشهر بعد العلاج الإنجابي المساعد لكل من السيدات في حالة الحمل أوغيرها.
استشارات ما قبل الولادة
يجب إعطاء النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد نفس النصائح السابقة للولادة المقدمة إلى النساء غير المصابات بمرض التصلب المتعدد، بما في ذلك النصائح حول الحياة الصحية وعدم التدخين.
يجب على النساء اللواتي يخططن للحمل تناول مكملات ما قبل الولادة، بما في ذلك فيتامين د وحمض الفوليك.
يجب على النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد اللواتي يتلقين حالياً أدوية معدلة للمرض استشارة طبيب الأعصاب حول ما إذا كان يجب الاستمرار في تناولها أو وقت التوقف عنها. يعتمد القرار على مستوى نشاط المرض وملف تعريف الأمان الفردي لتلك الأدوية وخطر الانتكاس.
يجب على المرأة التي تخطط للتوقف عن تناول العلاجات المعدلة للمرض قبل الحمل أن تفهم التأثير المحتمل لتلك الخطوة على مرض التصلب المتعدد لديها وأن تكون أيضاً على دراية بمتوسط الفترة الزمنية من محاولة الحمل إلى الحمل الفعلي لدى النساء في سنها.
الحمل
لا ينطوي الحمل عند النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد بالضرورة على مخاطر عالية. كما أن الحمل لا يزيد من مخاطر تطور المرض، وتنخفض معدلات الانتكاس بشكل طبيعي أثناء الحمل.
بعض العلاجات المعدلة للمرض آمنة للاستخدام أثناء الحمل، ويجب أخذها بالاعتبار لدى النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد النشط للغاية. بدلاً من ذلك، يمكن التخطيط لاستخدام العلاجات المعدلة للمرض ذات الفعالية طويلة الأمد للتحكم الفعال بالمرض لتقليل التعرض للعقاقير أثناء الحمل.
يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات لعلاج الانتكاس أثناء الحمل، ويعتبر ميثيل بريدنيزولون إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد هو العلاج المفضل.
لا يمنع استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الحمل، ولكن يجب تجنب استخدام الصبغة المتباينة إن أمكن. ويمكن تأجيل الفحوصات الروتينية إلى ما بعد الحمل.
يعتبر التخدير، بما في ذلك التخدير فوق الجافية، آمناً للحوامل المصابات بمرض التصلب المتعدد ما لم تكن لديهنّ مضاعفات أخرى تجعل التخدير غير آمن. يجب ألا يؤثر وجود مرض التصلب المتعدد على اختيار طريقة الولادة؛ ومع ذلك، يجب مراعاة الإعاقات المؤثرة (مثل التشنج).
بعد الولادة
هناك خطر أكبر من الانتكاس في فترة ما بعد الولادة مما كان عليه قبل أو أثناء الحمل. قد يزيد معدل الانتكاس في الأشهر الثلاثة التالية للولادة، ولكن معدل الانتكاس على مدى سنة واحدة، بما في ذلك 9 أشهر من الحمل و 3 أشهر بعد الولادة، هو نفسه بالنسبة للمرأة غير الحامل المصابة بمرض التصلب المتعدد.
جميع النساء المصابات بمرض التصلب المتعدد معرضات بشكل متزايد لخطر الانتكاس بعد الولادة. ومع ذلك، فإن الخطر يكون أكبر عند النساء ذوات نشاط المرض المرتفع أو اللائي لا يتلقين العلاج.
يجب تشجيع النساء المصابات بمرض نشط على العودة لتناول العلاجات المعدلة للمرض على الفور لتقليل مخاطر الانتكاس بعد الولادة.
الرضاعة الطبيعية
لا يؤثر مرض التصلب المتعدد بالضرورة على اختياراتك في كيفية إطعام طفلك. قد تقلل الرضاعة الطبيعية لمدة شهرين من خطر حدوث انتكاسة خلال هذا الوقت ولكن لا يمكن الاعتماد على ذلك بشكل موثوق في جميع الحالات.
إن كنت ترضعين طفلك طبيعياً وتعانين من انتكاسة، يمكنك تناول الستيرويدات إذا نصحك الطبيب بذلك.
العلاجات المعدلة
تختلف العلاجات المعدلة للمرض من حيث مدى احتمالية وجودها في حليب الأم أو إلحاق الضرر بالطفل.
يجب النظر في قرار استئناف تناول العلاجات المعدلة للمرض فور الولادة بالمقارنة مع المزايا المحتملة للرضاعة الطبيعية، وعليك استشارة طبيبك لاتخاذ القرار المناسب.
إذا كنت تعانين من حالة نشطة للغاية من مرض التصلب المتعدد وكنت تواجهين احتمالات عالية للانتكاس، فقد يكون الخيار الأمثل هو التوقف عن الرضاعة الطبيعية لتتمكني من استئناف تناول العلاجات المعدلة للمرض. لا ينبغي عادة استئناف العلاجات المعدلة للمرض الأخرى أثناء الرضاعة الطبيعية ويجب عليك مناقشة كيفية وموعد استئنافها مع طبيبك.
الميثيل بريدنيزولون
أظهرت دراسة حديثة أن الميثيل بريدنيزولون ينتقل إلى حليب الأم ولكن بمستويات منخفضة للغاية. تبلغ كمية الستيرويد ذروتها بعد ساعة واحدة من تناولها وتقل بسرعة.
يمكنك تقليل هذا التعرض بشكل أكبر عن طريق تأخير الرضاعة الطبيعية لمدة 2-4 ساعات بعد كل علاج بالستيرويد.•
قد ترغبين بتخزين الحليب الطبيعي في الثلاجة عند الضرورة ولكن لا بد من استشارة فرق رعاية مرض التصلب المتعدد أولاً في حالة التعب أو الانتكاس.
الحيض ومرض التصلب المتعدد
مفهوم خاطئ
تعاني السيدات المصابات بمرض التصلب المتعدد من أعراض غير طبيعية للدورة الشهرية.
الحقيقة
هذا ليس هو الحال دائماً، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن أعراض مرض التصلب المتعدد تزداد سوءاً بشكل مؤقت قبل الدورة الشهرية أو خلالها.
غالباً ما تكون أعراض التصلب المتعدد أسوأ في مراحل معينة من الدورة الشهرية، عادةً قبل سبعة أيام وحتى ثلاثة أيام بعد الدورة. ومن المرجح أن تتفاقم الأعراض مثل التوازن والتعب والاكتئاب وضعف العضلات خلال الدورة، والتفسير المحتمل هو حدوث التقلبات في جهاز المناعة والدماغ أثناء الدورة الشهرية.
قد يحدث تغير في درجة حرارة الجسم الأساسية، والتي يمكن أن ترتفع بنحو درجة واحدة مئوية، قبل وأثناء الدورة الشهرية. يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة هذا إلى تفاقم الأعراض بنفس الطريقة التي يؤدي بها المناخ الحار والحمى إلى تفاقم الأعراض.
يمكن لبعض أدوية التصلب المتعدد (العلاجات المعدلة للمرض) وأدوية علاج الأعراض – ومنها على سبيل المثال بيتا إنترفيرون وبعض مضادات الاكتئاب - أن تؤثر على الدورة الشهرية. ويمكن أن تتحسن هذه الآثار الجانبية بمرور الوقت.
استشيري طبيبك أو فريق مرض التصلب المتعدد إذا كنت تواجهين صعوبات في التعامل مع أعراض الدورة الشهرية، حيث يمكنهم عرض طرق فعالة للتحكم بالأعراض.
انقطاع الطمث ومرض التصلب المتعدد
مفهوم خاطئ
جميع النساء في فترة انقطاع الطمث يعانين من تفاقم الإعاقة.
الحقيقة
بناءً على الدراسات، فإن تأثير استنفاد هرمون الاستروجين على الإعاقة غير حاسم. ويبدو أن معدل الانتكاس لا يرتبط بانقطاع الطمث.
يمكن أن تبدو آثار انقطاع الطمث مشابهة لأعراض مرض التصلب المتعدد. تشمل بعض هذه الأعراض الهبات الساخنة والإرهاق وصعوبة النوم والتعرق الليلي ومشاكل المثانة ومشاكل في الذاكرة والتركيز والصداع.
انقطاع الطمث هو توقف المبايض عن إنتاج الكثير من هرمون الإستروجين أو أي من هرموناتها، وعادة ما تحدث في سن 45-55 سنة. يمكن أن تساعد وسائل التعامل مع آثار انقطاع الطمث في التعامل مع أعراض مرض التصلب المتعدد أيضاً.
قد يكون من المفيد التحدث عن الأعراض مع طبيبك ومناقشة خطة رعاية أخرى.
لا يوجد حالياً دليل مهم يدعم تأثير انقطاع الطمث على انتكاسات مرض التصلب المتعدد أو تقدمه، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البحثية لمعالجة هذه المسألة.
هشاشة العظام
مفهوم خاطئ
هشاشة العظام هي مشكلة لكبار السن فقط.
الحقيقة
في ضوء مراجعة الأبحاث المتعلقة بهشاشة العظام في مرض التصلب المتعدد في عام 2022، تبين أن ما يقرب من 1 من كل 5 أشخاص مصابين بمرض التصلب المتعدد يعانون من هشاشة العظام وأكثر من 2 من كل 5 يعانون من هشاشة العظام. هذه النسبة أعلى من الأشخاص من نفس العمر والجنس ممن لا يعانون من مرض التصلب المتعدد.
يمكن أن تؤدي فترات عدم الحركة وقلة التمارين والاستخدام المطول للستيرويدات إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام. وفي حين أن العلاج الهرموني يمكن أن يكون مفيداً في تقليل المزيد من فقدان العظام، إلا أنه يمكن أن يزيد أيضاً من خطر الإصابة بتجلط الدم أو جلطات الدم في بعض الحالات.
هناك العديد من الطرق للوقاية من هشاشة العظام بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والمكملات و / أو الأدوية. يمكن لطبيبك وفريق التصلب المتعدد مساعدتك في معالجة هذا الأمر.
العلاقات الحميمة
مفهوم خاطئ
يمكن لجميع الأدوية المعدلة للمرض أن تسبب السرطان.
الحقيقة
أدت بعض العلاجات القديمة، مثل سيكلوفوسفاميد وميتوكسانترون وميثوتريكسات، إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد، ولكن الأدوية الأحدث قليلة المخاطر.
تعتمد المخاطر على التاريخ العائلي للسرطان، وعلى مدة العلاج والجرعة التراكمية.
يمكن أن يكون لمرض التصلب المتعدد تأثير على الوظائف الجنسية كما يمكن أن تؤثر أعراض مرض التصلب المتعدد على الحالة المزاجية والاهتمام والنشاط. يمكن لفريق التصلب المتعدد والطبيب مساعدتك في معالجة هذه المشكلات.
الأدوية المعدلة لمرض التصلب المتعدد والسرطان
لا تزال العلاقة بين مرض التصلب المتعدد والعلاجات المعدلة للمرض مع السرطان قيد البحث، ورغم أن بعض الأدوية الجديدة متهمة بوجود علاقة مباشرة بالمرض، لكن الأدلة الحالية في العالم الحقيقي لم تظهر أنها تشكل خطراً أكبر من الأشخاص الآخرين. إلا أن ذلك يجب أن يناقش مع أطباء الأعصاب الذين يصفون تلك الأدوية، إلى جانب تسهيل عمل الفحوصات الدورية.
